"المحقق كونان" هي واحدة من أشهر قصصها المعروفة عالمياً وعربياً، وقد صدر منها ما يقارب 100 مجلد. وتتميز بأحداثها وحبكها القوية، فهي تحكي عن قصة المحقق وسعيه لحل لغز العديد من الأحداث الغريبة بطريقة ذكية وواسعة الاطلاع. تندرج هذه القصة وغيرها من الميزات الأخرى ضمن أحد أهم أشكال الفن الياباني "المانجا". وهي تشمل الرسومات والكتب والروايات المصورة، وهي تختلف عن القصص الكرتونية أو ما يعرف بالقصص المصورة التي تقرأ عادة من الخلف إلى الأمام ومن اليمين إلى اليسار، على عكس القصص المصورة التي تقرأ من الأمام إلى الخلف. تطبع مجلات المانغا على صفحات بيضاء أو أوراق معاد تدويرها بحبر أسود، وتحتوي على أكثر من 400 صفحة على شكل قصص متسلسلة، تنشر في المجلات أولاً ثم تطبع في كتب، وتهتم بقيم وأخلاق وعادات المجتمع الياباني، وتتميز بطريقة سرد الأحداث، حيث يتم التركيز على التفاصيل، وحبكاتها الطويلة والمعقدة. وتتميز كذلك بالبساطة في الحوار، وشخصياتها قريبة من الواقع. وتعتبر تفاصيل العيون من أشهر ما يميز رسومات المانجا، حيث تستخدم عيون الشخصيات لإظهار المشاعر المختلفة مثل الرعب والحزن والسعادة واليأس.
تُستخدم المانجا منذ قرنين من الزمان في اليابان لوصف القصص المصورة. وهي أشهر وأكبر الرسوم الكاريكاتورية المعروفة بالرسوم المتحركة، وعرفت لأول مرة على يد كاتسوشيكا هوكوساي الذي نشر أول مجموعة تسمى "هوكوساي مانغا" عام 1814م والتي تألفت من 15 مجلداً واحتوت على 4000 رسم هزلي.
تُنشر المانجا في الغالب بالأبيض والأسود، وفي بعض الإصدارات تُطبع بالألوان، وهناك أنواع عديدة من المانجا مصنفة حسب الفئات العمرية. تعرض المانجا جميع أنواع الموضوعات (الرومانسية والمغامرة والخيال العلمي والكوميديا) وتخاطب جميع شرائح المجتمع على حد سواء. وتعتبر من أنجح التجارب في مجال القصص المصورة على مستوى العالم، حيث أن إيراداتها الأسبوعية في اليابان تعادل الإيرادات السنوية لصناعة القصص المصورة الأمريكية، وذلك بسبب الإقبال الكبير عليها. غزت المانجا المجتمعات الغربية في أوائل الثمانينيات، مع موجة (الرسوم المتحركة اليابانية) على شاشات التلفزيون الأوروبية. وقد اكتسبت شعبية كبيرة بين الشباب على وجه الخصوص، مما جعلها فناً عالمياً ينتظره العالم من اليابان، سواء بالتقليد أو بظهور تغيير جديد فيها من حيث أن كل أطفال العالم يحبون القصص المصورة أو التي تحولت إلى رسوم متحركة، وحالياً لا تجد طفلاً في وطننا العربي لا يعرف إلا المسلسلات اليابانية أو القصص المصورة.
تعد المراكز الثقافية اليابانية حول العالم أحد أهم مصادر تصدير هذا النوع من الفن. وساعدت المسلسلات اليابانية المدبلجة إلى اللغة العربية في الثمانينيات، مثل "جراندايزر" و"ليدي أوسكار" في وضع الأساس لشعبية هذا النوع من الفن في المجتمع العربي، ومع انتشار الإنترنت بدأت شعبية المانجا في الازدياد. وأصبح المصدر الأسهل له هو الصفحات المترجمة المتاحة على الإنترنت.
ومهما يكن من أمر، فهو فن جميل وعريق يحرص على التوصية بالأخلاق والقيم السامية وتأصيلها بطريقة فريدة من خلال القصص المصورة ذات الحبكة المضمنة بأسلوب قصصي يتميز بسهولة العرض، وله العديد من الصفات المميزة التي جعلته متفرداً في نوعه، وقد تأثر به العرب بل واهتموا بإنتاج نماذج مشابهة تناسب واقعه ووجوده، ولكنه لم يخرج عن النموذج الياباني الأصيل الذي أثبت نجاحه وتفرده وتميزه وانتشاره الواسع.